[center]
لكن إبتسم !!!
نسيرُ في أحلامنا خَجلاً من النظر الى الماضي ... وَنعلمُ بأننا ما زلنا في واقع مؤلم ورغم ذلك ما زلنا نحلم ... وترتوي آلامنا من الذلِ كل صباحٍ كأساً ومن الظلم قبل النوم كأسْ ... إبتسم ودعك من كل هذا ... إبتسم ودع الذكريات في حالها ... وانظر الى نفسك الان وماذا تريد أن تفعل غدا ... إبتسم ودعك ممن هم حولك فقد يأتيكَ يومٌ تندم لمعرفتك لأحدهم ... إبتسم عندما ترى دموعاً تُذرف فقد تتحول هذه الدموع بسببك الى أروع ابتسامه ...
إبتسم وأكتب ملاحظاتك ماذا فعلت البارحه وماذا فعلت اليوم وإجمعهما فستجد الناتج ماذا ستفعل غدا !..! إبتسم فقد يكون الحزن طويلا في بعض الأحيان ... فإنك في يوم من الأيام ستجد نفسك قد تغلبت عليه بإبتسامةٍ صغيره ... لكن إبتسم !!!
كنتُ على حافةِ النهر أصطادُ الأسماك ... وكلما اصطدت واحده ... أمسكتها بيدي ونظرةُ لعينيها فأبتسم لها ومن ثم أعيدها الى النهر ... وهكذا الى أن مرت علي ساعاتٌ طوال ... فبينما أنا أصطاد فاجأتني سمكةٌ صغيره تقاوم صنارتي بكل شراسه ... فأبقيت صنارتي داخل الماء وسحبتها قليلا وانحنيت حتى أستطيع رؤية هذه السمكه بوضوح ... رأيتها تتحرك بكل قوتها ... رأيتها تقاوم حتى لا تصل الى خارج النهر ... لأنها تعلم في داخلها أنها ستموت ... فتسائلت هل أستطيع ايقاف حياة كائنٍ حي !!؟ وتعجبت من تسائلي هذا !!! لأني أعلم أن الأعمار بيد رب الكون العظيم ... فنظرت الى السماء واستنشقت الهواء وأغمضت عيناي وتنهدت ... وما زالت السمكه تقاوم ... فرددت بصري الى تلك السمكه ... وشعرت بدقات قلبها على خيط صنارتي خوفا من الموت ... فتركتها تذهب وجلست ... وبعد فترةٍ قصيره عادت هذه السمكه ... فنظرت لها بكل خشوع وتأملتُ في عينيها .. فوجدت ****ً وابتسامه عابره ... فأيقنت أنها تريد اسعادي كما أسعدتها بحريتها ... فقلت لها ابتسمي فهذا ما سيجعلني سعيدا ... وذَهَبَتْ بعيدا عني ...
فإبتسمتُ وتعلمتُ منها أن ترسم الابتسامه على وجوه الاخرين هو أروع من أن تعطيني حريتي ... وأن الابتسامه ليس لها ثمن سوى المقابله بالابتسامه ... فمهما فعل من هم حولك لا تكترث .. لكن إبتسم !!
بقلم : أوس الملك