أن تحلم حلما كبيرا، وتعيش علي أمل تحقيقه.. ثم يتبخر ويتحول إلي كابوس فهذه مأساة.. وهذا هو ملخص حال فريق الزمالك في رحلته الأخيرة إلي زيمبابوي، والتي اطلق عليها رحلة الحلم الكبير والأمل المنشود، والتحول العجيب في مشوار الزمالك في بطولة دوري ابطال افريقيا.
اطلق لاعبو الزمالك وجهازهم الفني العنان للأحلام.. والطموحات في أنهم قادرون علي انتزاع الفوز من ديناموز زيمبابوي في عقر داره بهراري، وان فرصة الفوز ممكنه بعد ان تحلي الفريق بالتحدي والعزيمة..
لكن ان تحلم شئ وان تحقق الحلم شئ آخر، بمعني ان الاحلام كانت وردية، فعلي الورق الزمالك رائع.. لكن علي أرض ملعب »روفارو« لم يجن الزمالك إلا الأحزان وذهبت السعادة لأصحاب الملعب فهم الأحق بالفوز والتأهل للدور قبل النهائي لابطال افريقيا، وكان هدف شوكو بمثابة سقوط الفريق من علو شاهق علي جدور رقبته.
حال الزمالك اختلف من مباراة لاخري.. مرة تقول ان الزمالك قادم بكل قوة.. وتارة أخري تقول عليه العوض في اللاعبين والجهاز الفني، فلا فكر ولا اداء أو مستوي، أو روح أو طعم.. وهذا ما كان عليه الزمالك أمام ديناموز في خلال مباريات الجولة السادسة والاخيرة لدوري ابطال افريقيا، ولم يستطع الزمالك صاحب التاريخ الكبير مع دوري ابطال افريقيا ان يتخطي حاجز دور الثمانية.
فريق الزمالك الذي تحلي بالعزيمة و الاصرار كلاما.. كان »ريشة في هوا« ملعب ديناموز.. هو حالة في دوري الثمانية للبطولة فقد حصد الفريق خمس نقاط فقط من خمس مباريات كان المفروض ان يكون ٥١ نقطة..
لم يظهر معدن الزمالك في الوقت الصعب فقد سافر بفريق إلي هراري وهو يعلم ان امامه فرصة واحدة هي الفوز، وبعد مباراة اسيك »الفضيحة« والهزيمة بثلاثة اهداف كان لا أمل الا الفوز علي ديناموز وكان لابد ان يعمل الجهاز الفني واللاعبين علي تحقيق الامل، باحراز الفوز.
لكن طوال الرحلة واللاعبون فاقدوا الثقة.. الخوف يسيطر علي الجميع.. المبررات متوالية، الانذار جاهز.. وجهاز فني ولاعبين،.. أذن هناك سيناريو سابق التجهيز يسوقه المدير الفني في كلامه الذي يقول ان الفريق يعاني من صعوبات وعقبات وبسبب النقص العددي للاصابات او الايقافات الي جانب اللعب في الصيام في نهار رمضان.
هولمان اعترف بانه غير راض عن هذا الوضع لكن ماذا يفعل ويري ان كل الظروف لعبت ضده من صيام وبعد نهار رمضان في حين ان الاهلي يلعب مباراته ليلا والمفروض ان هناك يوجد ما يسمي بتكافؤ الفرص من جانب الاتحاد الافريقي.
هولمان يري ان هناك ظلما وقع علي الزمالك، وهو مقتنع بذلك، لذا قرر عدم معاقبة اللاعبين ولم يوجه لهم اللوم بعد الهزيمة والخروج المهين من بطولة افريقيا.
راهن الجميع علي ان رحلة الزمالك الي هراري ستكون رحلة الحلم الكبير.. رحلة العمر كله.. الا ان فريق الزمالك لم يكن جديرا بكل الثقة التي وضعت فيه من اجل اسعاد نفسه وجماهيره.
لكن كيف يتحقق الفوز واللاعبين غير مقتنعين به في قرارة انفسهم، فمنذ ان دخل اللاعبون مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي جوهانسبرج عاصمة جنوب افريقيا، وانفرط »عقد« كل مجمعة متآلفة معا.. الفرجة في المحلات.. والبعض ذهب للتجول وتناول البعض الآخر سندوتشات، بينما انزوي هولمان ومترجمة محمد فؤاد ود. مصطفي المنيري في جلسة خاصة وبعيدة جدا مع محمود فتح الله.. اسرار هذه الجلسة غير معروفة.
وبعد ٨ ساعات طيران وصل الفريق إلي جوهانسبرج حيث مكث ثلاث ساعات، بعدها استقل الفريق الطائرة البريطانية إلي هراري زيمبابوي.
وعندما نزل الفريق بمطار هراري كانت صدمة المفاجأة بضياع ما يقرب من ٤١ حقيبة منها حقائب الكرات والمياه واحذية بعض اللاعبين وادوات التدريب والمساعدات الطبية.
ورغم ذلك فان رئيس نادي ديناموز الذي استقبل الفريق بالمطار.. جند لها موظفيه لخدمة الزمالك وتلبية طلباته، وتدرب الفريق بملعب المباراة، لمدة ساعة تقريبا لفك العضلات وتدرب معهم حازم امام رئيس البعثة.. ومحمد فؤاد مترجم المدرب هولمان.
والغريب أنه بعد خسارة الزمالك وخروجه من بطولة افريقيا لم تؤثر الهزيمة كثيرا علي معظم اللاعبين وانهتت بمجرد الخروج من الملعب الا قليلا من اللاعبين الذين تأثروا بشدة وبكوا بحرقة من قلبهم قبل عيونهم.
أما الباقي.. فقد عاد يمارس هواياته في الضحك واللعب والتهريج والتسوق، وكأن شيئا لم