أصالة تهاجم شقيقتها ريم بسبب دخولها عالم الغناء
الفنانة السورية: لم أكن أتوقع هذه الضربة
يبدو أن الفن لا يحتمل أكثر من موهبة تخرج من بيت واحد، تبادرت تلك المقولة إلى الاذهان بعد أن اشتعل الخلاف منذ عدة أيام على الهواء بين الفنانة السورية ريم نصري، والتي ما زالت تخطو خطواتها الاولى في عالم الفن والغناء حين استضافها الاعلامي توني خليفة في برنامجه الرمضاني «من أنت» وبين شقيقتها الفنانة أصالة، التي شاركت في الحوار عبر مكالمة هاتفية على الهواء مع شقيقتها. تحدثت ريم عن موهبتها التي شجعها على استثمارها الفنان هاني شاكر الذي كان قد أثنى من قبل على صوتها عندما سمعه. وعندما سألها مقدم البرنامج عن أسباب اعتراض أصالة على احترافها الغناء قالت إنها لا تعرف سببا لذلك الاعتراض، وبخاصة ان أصالة نجمة كبيرة ولها جماهيرها. في تلك اللحظة أعلن توني خليفة عن مكالمة تليفونية مع أصالة على الهواء، والتي تحدثت عن غضبها من موقف هاني شاكر وطالبته بتقديم ابنته للغناء إذا كان يبحث عن المواهب الجديدة، مؤكدة أن سبب رفضها احتراف شقيقتها الغناء هو خوفها عليها من الوسط الفني وما يحدث فيه، معلنة أنها لم تكن تتوقع ان تأتيها الضربة من قلب عائلتها. كلام أصالة لم يكن مقنعا للكثيرين، فريم شقيقتها ليست بقاصر كما أنها متزوجة وتتحرك في عالم الفن بصحبة زوجها. والحقيقة ان حديث أصالة فتح باب الحديث عن العديد من المواقف المشابهة في عالم الفن ومنذ سنوات بعيدة. منها على سبيل المثال ما حدث مع الفنان إسماعيل شبانة الشقيق الاكبر للفنان عبد الحليم حافظ، والذي فقد طريقه في الفن عقب النجاح الكبير الذي حققه عبد الحليم عندما غني أغنيته الشهيرة «صافيني مرة» في الاحتفال بالعيد الاول لثورة يوليو. فمن المعروف أن إسماعيل شبانة كان قد احترف الغناء قبل احتراف عبد الحليم، الا أن موهبة عبد الحليم لم تسمح لاسماعيل بإكمال طريقه في عالم الغناء، وكان ذلك من دون قصد من العندليب. وعلى الرغم من تشجيع الفنانة نجاة الصغيرة لشقيقتها السندريلا سعاد حسني لخوض تجربة التمثيل الاولى في فيلم حسن ونعيمة عام 1959، إلا أنها لم تتحمل قيام سعاد بالغناء الذي بدأته في فيلم صغيرة على الحب، الذي قامت ببطولته مع الفنان الراحل رشدي أباظة، وبخاصة بعدما أشاد الكثيرون بصوت سعاد وقدرته على الاداء والتطريب، كما كان يقول صلاح جاهين الذي كان يرى في صوت سعاد إمكانيات رائعة لم تكتشف. ومحمود الشريف الملحن الذي وصف صوت سعاد بأنه مزيج من صوت ليلي مراد مضافا إليه بعض الغواية. الا أن نجاة كما يقول المقربون من سعاد لم تشجعها على الغناء ولم تثن على صوتها، مفسرة ذلك بأن سعاد ممثلة لا مطربة. أما موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، فلم يكن له شقيق أو ابن احترف الغناء، ولكن كان له ابن شقيق هو الفنان سعد عبد الوهاب الذي كان يمتلك صوتا قريبا إلى حد كبير في الطبقات واسلوب الاداء مع الفنان محمد عبد الوهاب. وعلى الرغم من تقديم سعد عبد الوهاب لثلاثة أفلام وعدد لا بأس به من الاغنيات، إلا انه اختفى فجأة من عالم الفن واعتزل الغناء والتمثيل من دون أسباب واضحة، وقيل وقتها الكثير عن وجود دور للفنان محمد عبد الوهاب في ذلك القرار. ومنذ عدة أشهر قيل الكثير عن وجود خلافات بين روبي وشقيقتها كوكي التي قيل الكثير عن رغبتها في احتراف الغناء مثل شقيقتها بتشجيع من المخرج شريف صبري لها، وهو ما أثار غضب روبي التي رأت في هذا تشويشا عليها. وخليجيا وقع خلاف بين الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله وشقيقه إبراهيم، بسبب إصرار الشقيق الاصغر على الغناء فيما كان عبد المجيد يرفض تلك الفكرة.
وإذا كان البعض يرفض أو يخشى من وجود قريب أو شقيق له كمنافس في عالم الفن، فالبعض لا يرى في ذلك أي مشكلة، ومنهم على سبيل المثال الفنان محمد فوزي الذي ساعد أخته الفنانة هدى سلطان على احتراف الفن، ولكنه كان شديد الخوف عليها وبخاصة بعد طلاقها من زوجها الأول الذي لم يوافق على احترافها الفن. وظل ملازما لها ومتشددا معها حتى تزوجت من المخرج عبد الكريم الجزايرلي. الفنانة سميرة احمد هي الاخرى كانت تعمل مع شقيقتها الفنانة خيرية أحمد في التمثيل منذ سنوات بعيدة من دون أن يؤثر عمل كل منهما على الاخرى أو مسيرتها، وبخاصة أنه كان لكل واحدة منهما اسلوبها المميز في التمثيل، حيث اختارت سميرة اللون التراجيدي، بينما اختارت خيرية اللون الكوميدي الاجتماعي.
وعلى الرغم من تميز سميرة في المراحل الاولى واختيارها كنجمة لعدد من الافلام السينمائية بمشاركة عدد من النجوم، كما حدث في أفلام «الخرساء» و«شاطئ الذكريات» و«قنديل أم هاشم»، فيما كانت تسند الادوار الثانوية إلى خيرية، إلا ان هذا لم يؤثر على علاقة الشقيقتين على الاقل أمام الجمهور.
الناقد الفني طارق الشناوي قال لـ«الشرق الأوسط» إن نرجسية الفنان هي السبب الاساسي في تلك الخلافات، التي أحيانا ما تنشأ بين الاشقاء في مهنة الفن، والدليل هو واقعة الفنان محمد الموجي الذي أقام دعوى قضائية ضد شقيقه إبراهيم، عندما فكر في احتراف التلحين هو الآخر، فرفض محمد وطالبه بعدم استخدام لقب الموجي حتى لا يثير الاسم التباسا لدى الجمهور، الا ان إبراهيم رفض ذلك وأصر على استخدام اللقب، ما دفع محمد الموجي إلى اللجوء إلى القضاء بعد أن ساءت العلاقة بينهما، وكسب الدعوى القضائية التي أقامها، لأن لقب الموجي ليس لقبا مسجلا في بطاقة كل منهما الشخصية، ولكنه لقب خاص بمحمد، في الوقت نفسه الذي سمح الموجي لابنه باستخدام لقب «الموجي الصغير»، وكان سعيدا بابنه وفخورا بموهبته في التلحين. هناك أيضا واقعة فاروق وشقيقه صلاح الشرنوبي، الذي اشتعل بينهما الخلاف لسنوات طويله بعد تفوق صلاح على شقيقه أدبيا ومهنيا، فمن المعروف أن فاروق أكبر من صلاح في السن بنحو ثماني سنوات وكان صلاح عازف كمان في إحدى الفرق الموسيقية، وكان يعزف ألحان أخيه في الحفلات، إلا أن صلاح الذي لا يقل موهبة عن فاروق يمتاز عنه بجمل موسيقية لامعه لفتت اليه الانظار سريعا وبخاصة بعد تعامله مع الفنانة وردة في أغنية «بتونس بيك»، في الوقت الذي لم يطور فيه فاروق نفسه. وإذا كان هذا هو حال الاخوة الاعداء في عالم الفن، فهناك أخوة أصدقاء سعدوا بنجاح بعضهم البعض مثل الراحلين مأمون وكامل الشناوي الذين جمعهما حب الشعر والتفوق فيه، وجمعتهما قبله صداقة لا حدود لها.
ويضيف طارق الشناوي قائلا: لا يدرك بعض الفنانين أن الموهبة هي المحك الرئيسي في نجاح الفنان، والتفكير المفرط في الذات والدوران حول فلك تلك الذات هو سبب تلك المشكلة. فمن الممكن أن ينجح الفنان هو وجميع أشقائه إذا كانوا يمتلكون الموهبة الصادقة.