الشيخ ايمن عويضة عضو مشارك
تاريخ الميلاد : 24/10/1981 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 31/07/2008
| موضوع: كاظم الغيظ الثلاثاء 12 أغسطس - 18:19 | |
|
شهر رمضان شرفه الله تبارك وتعالى بأنه شهر أنزل فيه القرآن فقال سبحانه {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} ولهذا مغزى عظيم لا يعقله إلا العالمون وهو توجيه أفهام الصائمين إلى الإكثار من تلاوة القرآن العظيم والتخلق بأخلاقه.
ومن يفهم ذلك ويعقله فإنه يقتدي بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سئلت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: كان خلقه القرآن.
فمن أخلاق القرآن الكريم كظم الغيظ والعفو عن الناس.. فقال سبحانه في معرض المسارعة إلى الخيرات لمن أراد الفوز بجنة عرضها السموات والأرض: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.
ولهذا أشتهر صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم أنه سبق حلمه غضبه.. وكيف لا يكون ذلك وهو كان يدعو لمن آذوه وطردوه ويقول: (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون)
وصدق الشاعر العربي الذي يقول في مدحه:
وهو الذي ظل طول حياته
يُؤءذَى ويدعو للذين أساؤوا
هو رحمة للعالمين فلا أذى
منه ولاعنت ولا ضراء
ويضيف الدكتور أبو العينين.. وأصل كلمة الكظم شد رأس القربة عند امتلائها، ويقال فلان كظيم، أي ممتلئ حزنا، قال تعالى عن يعقوب عليه السلام {وابيضت عيناه وهو كظيم)
والغيظ: هيجان الطبع عند رؤية ماينكر..
والفرق بينه وبين الغضب أن الغضب يتبعه إرادة الانتقام البحتة.. وقيل هما متلازمان..
إلا أن الغضب يصح إسناده إلى الله تعالى والغيظ لا يصح فيه ذلك.
والمراد بالمتجرعين للغيظ الممسكون عليه عند امتلاء نفوسهم منه، فلا ينتقمون ممن يُدخل الضرر عليهم، ولا يبدون له ما يكره بل يصبرون على ذلك مع قدرتهم على الانتقام والإنفاذ وهذا هو الممدوح وهو ما يعرف بالعفو عند المقدرة وهو من شيم الكرام والكرم من سمات رمضان والصائمين لرمضان.
فكظم الغيظ وصف عظيم حث عليه القرآن الكريم، وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين فقال (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم أني صائم).
ويشير الدكتور نجاح إلى أن العفو عن المسيئين مغنم عظيم في هذا الشهر الكريم، تعالوا بنا ننظر إلى إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لمن مَنَّ الله عليه في أعظم ليلة من ليالي رمضان وهو يقول للسيدة عائشة لما سألته عن معاينة ليلة القدر ماذا نقول، فقال لها: قولي(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)
أليس كل الخَلق ينتظر من الله الكريم أن يعفو عنه في هذا الشهر الفضيل وأن يكون من عتقائه من النار؟
إذن فمن أراد العفو من الله فعليه أن يعفو أولا عن المسيئين (أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ألم نشاهد قدوتنا وقرة أعيننا صلى الله عليه وسلم في فتح مكة في شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة وقد مكنه الله من المسيئين القاتلين وهو يقول لهم (يا أهل مكة ماذا ترون أني فاعل بكم.. فيقولون أخ كريم وأبن أخ كريم فيقول لهم: أقول لكم كما قال يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.. أذهبوا فأنتم الطلقاء). ويؤكد الدكتور على التوجيهات النبوية الشريفة ويقول: إننا نجد كثيرا من الناس يفقدون أعصابهم عند أتفه الأسباب في هذا الشهر العظيم، فيسبون ويلعنون ويبطشون فإذا ما هدأت ثورة غضبهم وعوتبوا على ما يحدث منهم احتجوا بأنهم صائمون ومن جوعهم فلتت أعصابهم!! وكأن الصيام هو الذي دعاه لهذا المنكر من القول والفعل.
ولو علم هؤلاء حقيقة الصيام وأنه شهر يدعو إلى الصبر والعفو والرحمة والسماحة لما أفترى عليه هذا الافتراء ولما رماه بهذا الزور والبهتان.
فكظم الغيظ صبر والصوم نصف الصبر فلا يقدر على كظم غيظه إلا الصابر الذي يصوم ويعطي للصوم حقه وهؤلاء هم الموعودون بالسعادة في الدنيا ويوم الدين.فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره الله تعالى من أي الحور يشاء).
وأيضا قال عليه الصلاة والسلام (من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله تعالى قلبه أمنا وإيمانا)وفي سنن ابن ماجة من حديث ابن عمر (ما من جرعة يتجرعها العبد خير له وأعظم أجرا من جرعة غيظ في الله)
وعن أُبي بن كعب عن النبي صلى الله علية وسلم قال(من سَره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه).
ويختم الدكتور أبو العينين حديثه بقوله: أختم حديثي بما ختمت به الآية القرآنية بعد الحث على كظم الغيظ والعفو عن الناس بقوله تعالى(والله يحب المحسنين) فهذه تكملة ونتيجة لمضمون ما سبق والإحسان كما فسره النبي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). فهذا بعينه ما يحتاجه الصائمون، وهو السر في قول الله تعالى في حديثه القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به). وذلك لأن الصائم لا رقيب عليه إلا الله تعالى ولا يراه إلا الله.
| |
|
محمد عونى ادارة المنتدى
تاريخ الميلاد : 01/11/1988 العمر : 35 الموقع : البصراط اليوم جنسيتك : بصراطى تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: رد: كاظم الغيظ الإثنين 18 أغسطس - 15:50 | |
| جزاك الله كل خير وجعلة فى ميزان حسناتك | |
|