استنشاق البوديسونيد ينفع أطفال الربو
وجدت دراسة جديدة أن استنشاق البوديسونيدBIS: Budesonide Inhalation Suspension هو علاج آمن عند الأطفال المصابين بمرض الربو. على أية حال، أشارت اختبارات طبية تم جمع نتائجها في السابق الى أن علاج BIS يمكن أن يُستعمل لمعالجة الأطفال، بسلامة، لكن تلك الاختبارات تضمٌنت بضعة أطفال فقط، تحت عمر السنة. وفي الحد ذاته، طلبت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية بيانات إضافية تشوّف بأن استنشاق البوديسونيد هو آمن لهذه المجموعة الناشئة. وفي هذا الصدد، تضمٌنت الدراسة الحالية 141 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 شهراً ويعانون إما من معدل خفيف أو معتدل من الربو الدائم أو من الأزيز المتكرّر؛ وخصصت المعالجة لهؤلاء الأطفال، بشكل عشوائي، عبر جرعتين اثنتين مختلفتين من BIS أو عبر علاج مموّه خامل، مرّة واحدة يومياً لمدة 12 أسبوعاً.
وعموماً، لم يجد الباحثون اختلافات هامة بين المجموعات على صعيد نوع أو تردد الأحداث المعاكسة لكنها تشير في نفس الوقت الى أن نتائج BIS أظهرت سلامتها كما أن الأطفال المصابين بالربو أو الأزيز تحمّلوها بشكل جيد. وأخيراً، أشرفت شركة AstraZeneca LP الصيدلانية على الدراسة الأخيرة وهي تسوٌق حالياً علاج BIS عبر دواء يدعى Pulmicort Respules.
__________________
"إذا بلغكم عن رجل حُسن حاله ، فانظروا في حُسن عقله، فإنما يجازى بعقله. " رسول الله(ص
فرز الحيمن يساعد العقيمين
سيسمح جهاز حديث لتصنيف الحيمن، سيتوفر قريباً في عيادات الخصوبة، بتصفية الحيمن الذي يحوي نوع من الحمض النووي المتضرر والمتعلق بالعقم أو خطر أمراض السرطان عند الأطفال. وسيكون تصنيف الحيمن، آلياً، أمراً مفيداً جداً عندما يكون الزوج أكبر سناً أو يدخن بإسراف أو معرّض إلى التلوث البيئي في موقع العمل؛ وتضيف كل هذه العوامل المذكورة الأضرار الى هذا النوع من الحمض النووي DNA. ولمحاولة معالجة الرجال، الذين يعانون من مشاكل الخصوبة، تستند عيادات الخصوبة الى جهاز يسمى الطارد المركزي Centrifuge وهو ينبذ المني لزيادة تركيز خلايا الحيمن الكثيفة، التي تميل إلى أن تصبح صحية أكثر، بعد العلاج. وفي بعض حالات معالجة الخصوبة، يحاول الأطباء التقنيون أيضاً أن يلتقطوا الحيمن الأحسن صحّة، في المظهر، مثل أولئك بالرؤوس البيضوية المنتظمة. ويأخذ الطارد المركزي، لوحده، على الأقل 45 دقيقة لتصنيف الحيمن، مما يعتبر وقتاً طويلاً إذا ما كانت العيادة الطبية مشغولة في معالجة مئات العينات منها؛ كما لا يمكن للتقنية المستعملة أن تكشف النقاب عن الحيمن الخالي من ضرر الحمض النووي. لكن جهاز فرز الحيمن الجديد، المطوّر عبر مشروع مشترك بين جامعة نيوكاسل بأستراليا وشركةLife Therapeutics بمدينة سيدني، سيعطي آفاقاً جديدة لمعالجة مشاكل الخصوبة.
ويستند جهاز فرْز الحيمن الى ذلك المبدأ القائل إن الحيمن، ذا الأغشية المشحونة سلبياً، له ضرر DNA أقل، بما أنه نضج بصورة طبيعية، على الأرجح. وتستغرق رحلة الحيمن خلال البربخ Epididymis - طوله 6 أمتار وهو بمثابة قناة ملفوفة بإحكام بين الخصيات وقناة مسماة Vas Deferens - عشرين يوماً؛ ويكتسب الحيمن أكثر فأكثر بروتين CD52، المشحون سلبياً، على أغشيته، كلما تقدم تدريجياً. ويشمل الفارز الصغير الآلي الحديث حجرتين Chambers، تنفصلان بوساطة مصفاة مشبٌعة بثاني أكسيد الكربون ومزوٌدة بفتحات يبلغ قطرها خمسة ميكرومترات. وبما أن الحيمن هو الأصغر حجماً، من بين الخلايا البشرية، فانه يعبر بسهولة فتحات المصفاة(الكبيرة بما فيه الكفاية قياساً الى حجمه) التي تمنع دخول الأجسام الأخرى، مثل خلايا الدم البيضاء التي تلوٌث المني، في أغلب الأحيان، متلفةً بالتالي الحيمن. ويُحقن المني، المستخرج من العضو التناسلي للعقيم، في حجرة الجهاز الأولى، وتطبٌق على مصفاته قوة كهربائية محركة(تقاس بالفلطات)، لمدة أقصاها خمس دقائق، من أجل تحريك ودفع الحيمن المشحون سلبياً(الجيد) إلى حجرة الجهاز الثانية.
وفي الاختبارات التمهيدية، وُجد أن %20 من المني، المستخرج من المتطوعين، الواصل الى حجرة الجهاز الثانية(بعد إخضاعه لعملية الفرز) كان يحوي فقط نصف ضرر الDNA بالمقارنة مع الحيمن الذي أخفق العبور الى حجرة الجهاز الثانية، اثر غربلته داخل الجهاز. وتشير الاختبارات الأخرى الى أن الفارز الآلي هو كفوء، على حد سواء، في سحب الحيمن ذا ضرر الحمض النووي الأقل، من مني الرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة؛ وبشكل مثير للانتباه، بدا الحيمن المفروز من الجهاز أصح أيضاً وبنفس الخصائص الطبيعية المطلوبة من قبل التقنيين، في المراقبة البصرية. وفي وقت لاحق من هذه السنة، ستختبر قدرة الفارز، لاختيار الحيمن "الجيد"، عبر تجربتين طبيتين يخضع لهما النساء اللواتي يَمْررن باختبار معالجة الخصوبة، يدعى IVF، بأستراليا.
عشبة جديدة تعد بتغيير الحياة
باشرت أفريقيا زراعة عشبة صينية قديمة تدعى أرتيميزيا Artemisia، للمرة الأولى في تاريخ زراعتها، وقد تؤثّر فعلاً على حياة الملايين من الأفريقيين لأن محصولها النقدي قد يصبح بديلاً للمزارعين الكينيين، خصوصاً زارعو القهوة، الذين رأوا تراجعاً في تقييم سلعتهم إلى أوطأ مستوى له. من جهتهم يعتبر مسؤولو الصحة أن عشبة Artemisia ستكون حاسمة في معالجة الملاريا منقذةً هكذا حياة مئات الآلاف من الأطفال الأفريقيين، كل سنة. يجدر بالذكر أن العشبة تزوّد أدوية مكافحة الملاريا - المعروفة باسم ACTs - بمكوٌن جديد فعٌال جداً. وفي الغالب، تنمو هذه العشبة بالصين وفيتنام لكن احتياطها التجهيزي تراجع بصورة ملحوظة مما دفع مسؤولو الصحة والشركات الصيدلانية الى البحث عن تنويع زراعتها؛ ولربما تعرض شركة كينية اسمها East African Botanicals الحل المنظور.
وفي السنوات الثماني السابقة، كافحت تلك الشركة الكينية الصغيرة سوية مع شركة تنزانية، تدعىAfrican Artemisia، لزرع العشبة الصينية؛ وعملياً، كان الطلب عليها صغيراً ولم تتوفر للشركتين المصادر المالية المناسبة. على أية حال، جُذب مؤخراً انتباه الشركات الصيدلانية العالمية ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية إليهما، فجأة. وإذن، وقٌعت الشركة الكينية اتفاقية تجهيز مع Novartis، المنتجة الرئيسية لدواء ACTs، لبيع محصول هذه السنة، وهي أول اتفاقية من نوعها يبرمها العملاق الصيدلاني السويسري خارج آسيا. ورداً على الاهتمام المفاجئ، تحاول شركة East African Botanicals الكينية، بعجالة، أن تقوّي أعمالها باحثةً عن المزارعين، لتربية شتلات العشبة الصينية، كما تريد استثمار ما بين خمسة ملايين وسبعة ملايين دولار لتشييد مصنع خاص لاستخراج مكوٌن الArtemisinin من العشبة. من جانبها تقول إدارة الشركة إنها تلقٌت ضمانات التمويل من قبل بعض المستثمرين، في القطاع الخاص - لبناء المصنع؛ وتخطّط أيضاً لزيادة إنتاج العشبة من 200 إلى حوالي 1.500 هكتار، هذه السنة. ويصل ناتج كل هكتار إلى أربعة أطنان من أوراق Artemisia المجفّفة التي تحوي حوالي %1 من مادة الArtemisinin عندما تنمو في شرق أفريقيا وهو ما تعد نسبته أعلى من محتوى شتلات العشبة، المزروعة والنامية بآسيا.
وحالياً، تبرز السوق حاجتها الماسة للتجهيز الجديد مما يعرض على المزارعين الأفريقيين فرصاً مالية منشودة. ولزراعة العشبة الصينية، تعاقدت الشركة مع المزارعين - من مختلف الطبقات - الكائنين في شمال تنزانيا وكينيا؛ وتتراوح فترة نمو العشبة ما بين ستّة وتسعة شهور. من جهة أخرى، تهم منظمة USAid عدا عن منظمة الصحة العالمية وTechno-Serve(منظمة أميركية غير حكومية) بإبرام اتفاقية مع الشركة الكينية لإطلاق مشروع سيساعد المزارعين على زرع وتنمية العشبة. ويشعر مسؤولو الصحة العالميون بالأهمية الحيوية لزيادة نوعية الأدوية، المعتمدة على الArtemisinin، ودعم سكان أفريقيا؛ ويخطّطون كذلك لتمويل المشروع بمبلغ 1.2 مليون دولار، هذه السنة. وفي سبتمبر(أيلول) المنصرم، وافقت شركة Gulmarg Estate، الممتلكة من قبل Sasini، إحدى أكبر شركات كينيا لانتاج الشاي والقهوة، على زراعة تسعة هكتارات من عشبة الArtemisia في محاولة لتنويع منتجاتها بعيداً عن القهوة.