في ظلِّ الصُّورة السَّوداء التي تُطالعنا في كلِّ مكانٍ في أرجاءِ العالم الفسيح، وفي ظلِّ امتلاك المسلمين لمختلفِ أدوات الرُّقيِّ والتَّقدُّم؛ فإنَّ الأمَّة اليوم مُطالبة بأكثرِ من أيِّ وقتٍ مضى بتحمُّلِ مسئولياتها في هذه المرحلة التَّاريخيَّة الفارقة من مراحل التاريخ الإنساني؛ سواءً لإنقاذِ الأمَّة الإسلاميَّة أو لإنقاذِ البشريَّةِ وأهلها.
وعندما نقول الأمَّة؛ فإنَّنا نعني بذلك الأمَّة بمختلفِ مستوياتها؛ الفرد والأسرةِ والمجتمعِ والحكومة؛ الجميع مأمورٌ بأن يُقدِّم الإسلام للغير قدوةً وخُلقًا وسلوكًا وحضارةً.. إننا مطالبون بـ:
نشرِ قيمة الحرية والعدل والمساواة في مواجهة العنصرية والتعصب.
نشرِ قيمة الشورى في مواجهة الاستبداد.
نشرِ قيمة الوحدة والتَّضامُن الإسلامي والإنساني في مواجهةِ الفُرقةِ والتشرذم.
نشرِ ثقافةِ المقاومة في مواجهةِ الاحتلال.
نشرِ قيمة البناء في مواجهة الهدم والتخريب.
هذه هي واجباتنا في مواجهة الاستبداد خاصةً في هذه المرحلة، وهي واجباتٌ تواجهها عقبات كثيرة، بسبب تصدِّي أعداءِ الدِّين والغزاة ومُنتفعي الفساد والاستبداد وتُجَّارِ الحربِ والدَّمارِ من الوضعِ القائم، ولكن مَن يملك البداية يملك الطريق، ومَن يسعى لحقيقة الغاية تهون عليه العقبات قانعًا بأن وعد الله حق، وطامعًا بأن يكون ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم مَن قضى نحبه، ومنهم مَن ينتظر، وما بدلوا تبديلاً.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.. والحمد لله رب العالمين