بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ان للفوز طعم رائع وجميل لا سيما اذا كان على قوى كروية ذات قيمة كبرى , ولكن الجمال كله والعظمة كلها الا يخفى هذا الفوز وفرحته سلبيات طغت
وظهرت جلية لكل ذى عينين وبات السكوت عنها دربا من الخبل والتعصب المقيت.
وسياسة النقد الذاتى على طريقة بيدى لا بيد عمرو لا تحدث الا فى الاوساط المحترمة والمتزنة الحريصة دائما على جمال صورتها وسلامة مضمونها .
ولان النادى الاسماعيلى ومن يعشقونه ومن يعملون فى كوادره هم جميعا من صلب هذه الاوساط المحترمة فلا بد ان تكون لهم وقفة مع انفسهم ينظرون
خلالها فى المرآة بعين النقد البناء المحترم بهدف وحيد هو التقويم والبناء دون جلد للذات او احساس زائد بالذنب , فالجميع فى مركب واحد والهدف فى النهاية واحد.
والحقيقة انى اقول هذا الكلام بعد ان تلاحظ لكل المتابعين فى الاونة الاخيرة ان هناك شىء ما يحدث داخل جدران النادى الاسماعيلى عموما وداخل صفوف
الفريق الكروى الاول على وجه الخصوص ,وهو الشىء او الاشياء التى كانت مؤثرة وبشدة فى اداء ونتائج الفريق فى المراحل الاخيرة وبالتالى انعكست سلبا
و بشدة ايضا على الجمهور الاسماعيلاوى الذى يجد نفسه فى النهاية هو الوحيد الذى يدفع فاتورة هذه الاحداث الغريبة والسخيفة.
والحقيقة ايضا ان هذا الاشياء الغريبة لم تكن وليدة اليوم او البارحة ولكنها تراكمات لفترة طويلة مضت وتطورت من يوم لاخر حتى ظهرت واضحة جلية
فى احداث ما قبل واثناء وما بعد مباراة المصرى الاخيرة التى تجلت خلالها كل عيوب وسلبيات الفترة الماضية حتى اصبحت حديث كل الاوساط الرياضية فى
مصر وبات من المستحيل ان يتجاهل المسئولون فى الاسماعيلية الرد عليها على الاقل رافة بجمهور الاسماعيلى الذى يعتبره الجميع الاعظم فى مصر بلا منافس
ولكن يبدو ان المسئولين فى النادى العظيم هم اخر من يعلم بهذه الحقيقة.
ولنبدأ بلاعبى الفريق الكروى:
فلاعبو الاسماعيلى بشهادة الخبراء المحايدون هم الافضل بين اقرانهم فى مصروافريقيا ولا تتناسب انجازاتهم اطلاقا مع ما يملكون من امكانات فنية وبدنية ,
وبعيدا عما نعرفه جميعا وندركه من ان الاوساط الكروية بل السياسية فى مصر لا تحبذ تواجد الاسماعيلى مزاحما للكبار فيسخرون كل طاقاتهم لمحاربته
ومساعدة غيره اقول بعيدا عن كل ذلك فان لاعبى الفريق انفسهم لا يبدو انهم مشغولون بانجازات او حتى مجرد منافسات من مثل هذه النوعية فيبدو انهم قد
عاشوا فى نظرية المؤامرة حتى النخاع واصبحت لديهم القناعة انهم لن يفوزوا ببطولة محلية كدورى او كأس الا بموافقة اصحاب المعالى والسعادة فآثروا
السلامة والبحث عن رغد العيش دون عناء بل ودون مقابل يؤدونه لمن يقتطعون من رزقهم ورزق اولادهم ويتكبدون ما لا يطيقه بشر من عناء سفر
ومضايقات امن لا تحتمل لتشجيع ومؤازرة من لا يستحق.
والواقع يقول ان اداء لاعبى الاسماعيلى بات لغزا محيرا مباراة فوق واخرى فى الحضيض بل وتعدى الامر هذه الحدود ليكون اداؤهم متذبذبا خلال المباراة
الواحدة وكان لقاء المصرى الاخير خير شاهد على ذلك فالفريق لم يؤد برجولة واخلاص الا لدقائق معدودة حقق خلالها الفوز وعاد سريعا للتراخى ليثبت للجميع
ان الفريق يستطيع تحقيق النجاح عندما يريد ويستطيع ايضا الفشل ولكن بارادته الحرة ,وهذه هى الكارثة فالفوز بارادة اللاعبين والخسارة ايضا بارادتهم ,
وصار هذا الامر شائعا حتى ان هناك من تجرأ على اتهام بعض اللاعبين فى مباراة انبى بالتآمر والتواطؤ على الفريق وعلى جهازه الفنى لينهزموا امام انبى المتواضع بالثلاثة..
ومن يرى الفريق يؤدى بهذه العظمة والسلاسة امام الاهلى فى عقر داره لا يراه منهارا متخاذلا امام بتروجيت فى لقاء وصفه الجميع بانه عنق
الزجاجة!!!!!!
اما الطامة الكبرى داخل الصفوف فكانت ما حدث من مشاحنات ومشاجرات بين نجوم الفريق فى مباراة المصرى واقول بين نجوم وليس بين ناشئين او افراد
مغمورين ولكنهم نجوم بكل معنى الكلمة !!!واتحدى اى انسان يقول ان ماحدث بين اللاعبين هو نرفزة ملعب كما يحاول البعض ان يوهمنا واتحدى ايضا ان يقول احد
ان ما حدث كان وليد اللحظة...فما حدث كان عمدا مع سبق الاصرار وكانت له رواسب وله جذور ادت لحدوثه .
فهل سيجرؤ احد القادة على مواجهة الواقع وتفسير ما حدث تفسيرا مقنعا دون محاولة الضحك على الذقون؟؟؟
ودعونى اقولها بالصوت العالى : الفريق يستطيع ان يؤدى كأفضل فريق كروى مصرى عربى.
والفريق يستطيع ان يفوز ويحرز الالقاب والبطولات داخليا وخارجيا ودون عناء ولو كره الحاقدون والمعارضون..
ولكنى اؤكد لكم وبالصوت العالى ايضا ان هذا لن يحدث .
فهل هناك من السادة المسئولين من يجرؤ على التفسير المقنع لهذا الواقع دون التحجج بالحجج الفارغة المعروفة لنا سلفا؟؟
ونأتى للجهاز الفنى للفريق:
الواقع على مدار الاسابيع الماضية يقول وبوضوح ان هناك ضعف من الجهاز الفنى فى السيطرة على الفريق سواء داخل الملعب او خارجه , وكلنا يعلم ان
الشخصية القوية التى تفرض احترامها على الجميع تستطيع فرض افكارها واسلوبها ايضا على الجميع.
فاذا لم يحترم اللاعب مدربه ويخشاه فلن ينفذ له خطة ولن يسمع له نصيحة ..
والواقع يقول ان لاعبى الاسماعيلى لا يحترمون جهازهم الفنى وخاصة ريكاردو..
وكيف يحترمونه وهم يقرأون ليل نهار عن احتمالية رحيل الرجل؟
كيف يحترمونه وهم يعلمون ان هناك داخل مجلس الادارة من يتربصون به؟
كيف يحترمونه وهم يرونه اضعف منهم واقل احتراما فهم المدللون الذين يتمسك بهم الجميع رافضين رحيلهم اما المدرب فهو ابن الجارية الذى سيرحل ان عاجلا
ام اجلا.؟
كيف يحترمونه وهم يرون ان الرجل قد اجلس بجواره على الدكة نجوما متمردين ومتذمرين تقويما لهم واصلاحا فاذا بعلية القوم يتدخلون ويضغطون ليعيدوا
من تمرد وارغى وازبد لصفوف الفريق رغما عن انف الرجل؟؟
والمؤسف حقا اننى لا ابرىء ريكاردو فى مثل هذه المواقف فالرجل لو تمتع بشخصية قوية من البداية لفرض رأيه على الجميع واصر عليه ولكن يبدو انه
اكل العيش!!!
فمن البداية لم يكن منطقيا ولا قويا فدخل فى صدام غير مبرر مع مصطفى كريم ثم تراجع تحت الضغط..
وعاند فى قيد النيجيرى جامبو باصرار غير منطقى ثم تراجع تحت الضغط..
وفرح بالتعاقد مع الحارس العراقى بناء على طلبه ثم تراجع تحت الضغط..
وهكذا وجد اللاعبون ان الرجل مرن وقابل جدا للضغط فلماذا يحترمونه؟
واستحلفكم بالله ان تراجعوا شريط مباراة المصرى الاخيرة وخاصة اللقطات التى تركزت فيها الكاميرا على الجهاز الفنى لتتأكدوا جيدا من الذى يقود الجهاز؟
وكيف جلس ريكاردو على الدكة متفرجا مسكينا بلا حول ولا قوة تاركا التوجيه والقيادة لاحمد العجوز ,واذا دققتم النظر اكثر فادعوكم لمشاهدة لقطة
العجوز وهو يقف فى المنطقة الفنية ليوجه اللاعبين عندما كان المصرى متقدما وعند عودته الى الدكة ستلمح حركة شفاه الرجل وهو ينادى مهاب سعيد
وبعدها بثوان وجدنا مهاب يطلب التغيير , حدث ذلك والعجوز بعيد عن الدكة اى انه لم يستشر ريكاردو فى التغيير واتخذ قراره بنفسه بصرف النظر عن مدى نجاح
التغيير من عدمه.فيا ترى من صاحب الامر والنهى فى الجهاز ..؟
فهل هناك من قيادات النادى من يتفضل بتفسير هذه الامور؟؟؟
ونأتى فى النهاية لمجلس الادارة :
فالجميع يدرك ومنذ فترة عمق الفجوة بين اعضاء المجلس ومدى اختلافهم فى الاتجاهات والاراء حتى وان توارت هذه الخلافات احيانا وراء بعض انتصارات الفريق .
ولكن ما لا ندركه هو السماح بالتدخل السافر فى عمل الجهاز وعلاقته باللاعبين بهذا الشكل.
وما لا نفهمه هو عدم الاحترافية فى التعامل مع الجهاز الفنى والتلويح باقالته على الفاضية والمليانة.
وما لا نفهمه هو عدم التعامل باحترافية مع اللاعبين والسماح لهم بالدلع والتهاون بهذا الشكل المهين.
وما لا نفهمه هو هذه التصريحات الانهزامية عن التركيز فى البطولة العربية وانها الفرصة الاخيرة لريكاردو مما يعنى ضمنا عدم المنافسة على بطولة الدورى بعد هزيمة بتروجيت رغم ان الجميع يعلم ان البطولة لا زالت فى الملعب وان الاهلى السىء جدا سيخسر المزيد من النقاط فى مبارياته القادمة ان شاء الله .
ولأدلل لحضراتكم على مدى الانهزامية التى يتعامل بها المجلس فانظروا الى السلبية الشديدة ورد الفعل الضعيف للغاية على قرار اتحاد الكرة الغير منصف بالمرة باقامة مباراة المصرى بدون جمهور بمبرر امنى واه , كيف يقبل مجلس محترم بمثل هذه الفرمانات الغبية دون ان يحرك ساكنا؟
كيف تمر هذه القرارات المجحفة فى حق ناد كبير بحجم الاسماعيلى بهذه السلبية التى لا تصدر الا عن مجلس ادارة مركز شباب يديره مجموعة من الصبية.؟
هل كان اتحاد الكرة الموقر ليجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار بحق الاهلى او الزمالك؟؟
الاجابة طبعا معروفة لان الاسماعيلى بادارته الحالية اضعف من ان يقول لا ومن لا يصدق عليه بالرجوع لواقعة تأجيل مباراة الاهلى بالاسماعيلية ليعرف انه لا احد يعمل اعتبارا للاسماعيلى وادراته..
ولمزيد من الانهزامية ايضا تعامل المجلس مع ازمة الملعب الذى سيستضيف مباريات الفريق القادمة بسلبية شديدة توحى بان القادة قد فقدوا الروح تماما وفقدوا اى امل فى بطولة الدورى فما بالكم باللاعبين!!!
فلانهم قد فقدوا الحماس فانهم يفكرون بشدة ان لم يكونوا قرروا فعلا بنقل مباريات الفريق الى احد ملاعب القاهرة..
والحقيقة اننى لا اجد ما اقوله بهذ الشأن اكثر من انه يبدو ان هؤلاء يعيشون فى واد اخر غير الذى يعيش فيه الاسماعيلى وجمهوره..
فهم لا يدركون ان جمهور القاهرة ناصب الاسماعيلاوية العداء بمناسبة وبدون مناسبة وفى مباريات لا ناقة لهم فيها ولا جمل و لا يدركون حجم المشاكل التى يعانى منها جمهور الاسماعيلى فى القاهرة سواء من اهلها او من رجال امنها ..
لذلك فقادة الاسماعيلى بقرارهم هذا يقولون لجمهورهم نحن لا نريدكم وهذا ليس له معنا الا انهم لم تعد تعنيهم نتائج ولا تهمهم منافسة..
اليست هذه قمة الانهزامية؟؟؟
فهل هناك يا سادة من يجرؤ على تفسير هذه الاوهام