الذين يدخنون احياناً، اي انهم ليسوا من المدخنين الرسميين.. يشترون علب التبغ ويدخنون في المنزل وفي العمل وفي اي مكان واي وقت. الاشخاص الذين نتحدث عنهم هم الذين يدخنون فقط في المناسبات. ولا يدخنون في المنزل، بل يدخنون فقط في مناسبات محددة مثل الرحلات او الحفلات، ويعتبرون انفسهم غير مدخنين. هم مثلاً يدخنون عشرين سيجارة في امسية واحدة من الامسيات التي تعتبر مثالية للتدخين بعيداً عن المنزل والاطفال والزوجة وجميع الاشخاص الذين يعرفونهم..!.
تجد هؤلاد يدخنون بشراهة عالية، فبعضهم يمكن ان يدخن اربعين سيجارة في امسية واحدة، خاصة اذا كانت حفلة، وان يرافق هذا الجو الترفيهي في الحفلة شرب كحول. كثير من الاشخاص الذين لا يدخنون عادة ولكن اذا كان الجو في حفلة وبها كحول - او حتى بدون كحول - فإنه قد يدخن بشراهة كبيرة فقد يدخن اربعين سيجارة في تلك الامسية، ويتوقف اشهراً، ربما شهرين او ثلاثة اشهر عن التدخين تماماً، ويظن نفسه بمنأى، وبعيداً عن خطورة التدخين واضراره الصحية.
قبل مدة قليلة ظهرت دراسة عن الجمعية البريطانية لامراض الصدر، تقول هذه الدراسة بأن التدخين بشراهة لفترة قصيرة، وبين فترات متباعدة يعد خطراً حقيقياً على صحة القلب والرئة. وأوضح البروفسور ستيفن سبيرو، بأن كمية النيكوتين التي تتركز في الدم عالية جداً في حالة التدخين الشرة لفترة مؤقته، وأن ضررها كبير ومؤثر على القلب والرئة. وأوضحت الدراسة ان تدخين عشرين سيجارة خلال اربع ساعات للمدخن غير الرسمي اشد ضرراً من تدخين عشرين سيجارة لمدخن بصورة منتظمة، يدخنها خلال يوم كامل.
ان مفاجأة الرئة والقلب بنسبة عالية من النيكوتين خلال فترة زمنية بسيطة قد يسبب ضرراً اكبر من التدخين خلال فترة طويلة.
المزعج في الامر ان بعض الاشخاص يدخن بشراهة خلال سفرة قصيرة، عطلة نهاية اسبوع مثلاً، ويعود بعدها للتوقف تماماً عن التدخين. للأسف لاحظت هذا الامر لدى عدد غير قليل من الاشخاص الذين اعرفهم، بعضهم يدخن (الارجيلة) او (الشيشة) كجزء من المتعة البريئة في السفر، وللأسف فأن هذا الامر طال فتياتنا، فتجد بعضهن في السفر يدخن او يدخن (الارجيلة) على سبيل اللهو البرئ، والحقيقة ان هذا الامر في غاية الخطورة حيث يمكن ان يتعود المرء على التدخين او الارجيلة، ويصبح مدمناً لها، والامر الاخر والذي تحدثنا عنه هو خطورة التدخين الشره لفترة قصيرة على القلب والرئة.
افضل طريقة لأي شخص يدخن في المناسبات هو ان يتوقف عن هذه العادة مادام انه لم يصبح مدمناً بعد على التدخين واضراره الصحية القادمة، ومشاكلة الاجتماعية الكثيرة، اقلها الرائحة الكريهة في الملابس والجسد.
ان التدخين ضار جداً بالصحة، وهناك الآف الاشخاص الذين يموتون سنوياً نتجة امراض مباشرة للتدخين، وكذلك على مستوى العالم فإن هناك ملايين الاشخاص الذين يموتون من جراء الاعراض المباشرة للتدخين. لذلك فإن افضل وسيلة وانجع علاج لعدم الوقوع في هذه الامراض هو الابتعاد عن التدخين سواء لفترات قصيرة او محاولة التخلص من التدخين كلياً.