وحسبما ذكر عدد من محترفي بيع الدم لمراسل إسلام أون لاين.نت وقد رفضوا ذكر أسمائهم، تختلف أسعار الدم باختلاف الفصيلة، وبائع الدم، والمشتري فعادة أسعار الفصائل السالبة (النادرة) ضعف سعر الفصائل العادية، كما يختلف سعر وحدة الدم (450 مليلتر) من شخص لأخر فالمدمنين ومحترفي البيع قد يصل بهم الأمر إلى بيع دمهم بأقل من عشر جنيهات للوحدة الواحدة، بينما يستطيع البعض أن يتعدى سعر دمه 300 جنيه مصري خاصة لو كان سيتبرع على جهاز فصل مشتقات الدم apheresis .
أما بالنسبة للمشتري فقد يحدد سعر الدم على أساس مدى الربح الذي يعود عليه من بيع الدم للشخص المحتاج إليه، وبالتالي قد يشتري الدم بهدية لا يتعدى ثمنها عشر جنيهات (تي شيرت – ساعة - جوارب ...) وقد يصل السعر لأكثر من 500 جنيه مصري خاصة لمشتقات الدم مثل الصفائح الدموية.
احترف بيع دمه.. بالصدفة
يحكي م. ع - موظف- قصة احترافه لبيع دمه فيقول كان ذلك منذ خمس سنوات تقريبا عندما كنت أجلس على إحدى المقاهي الشعبية وجاءني رجل يحكي لي بشكل مؤثر أن زوجته مريضة في أحد المستشفيات وهو غريب عن القاهرة ولا يجد من يتبرع لها بالدم خاصة أن فصيلتها من النوع النادر "O" سالب، فبدافع الشهامة ذهبت معه لأتبرع لزوجته بدمي، وأثناء عملية التبرع وصل إلى أذني بعض كلمات تهامس بها الممرضين حولي فهمت منها أن هذا الشخص سمسار دم يأتي يوميا بعشرات الشباب لأخذ دمهم.
وعندما ثرت عليه أقنعني بأن ثوابي عند الله كبير وفوق الثواب 50 جنيه مصري لأشتري فاكهة وعصير تعوضني ما فقدته من دم، بعدها عرفت الكثير عن بيع الدم وأسعاره وتعودت على بيع دمي كل فترة خاصة عندما أكون محتاج لمال في بعض المناسبات مثل بداية الدراسة والأعياد أو الظروف الطارئة وقد وصل سعر دمي إلي 250 جنيه مصري للوحدة.
البنوك تتحايل على الواقع
تقول د/ شيرين أحمد - طبيبة بالمركز القومي المصري لنقل الدم - تلجأ بنوك الدم إلى طرق مختلفة لتوفير احتياطي الدم لديها، ومن تلك الطرق عملية الإحلال والتبديل أي صرف وحدة الدم للمريض بعد تبرع اثنين من أقاربه ويطبق هذا الأسلوب بصفة خاصة في بنوك الأقاليم التي تعاني من انخفاض شديد في احتياطي الدم لديها.
طريقة أخرى وهي التبرع الاختياري بدون مقابل مادي من قبل المتبرعين الشرفيين منتظمين أو غير منتظمين، أيضاً هناك التبرع مقابل هدايا رمزية لايتعدى ثمنها عشر جنيهات مثل بنوك الدم التابعة للمستشفيات الجامعية والهلال الأحمر أو بعض المستشفيات الخاصة التي تقوم بحملة للتبرع بالدم في أحد الأحياء الشعبية أو القرى. إلا أن بعض المستشفيات الخاصة قد تلجأ إلى شراء الدم من محترفي بيعه بمقابل مادي يبدأ من 10– 300 جنية مصري.
وتضيف د. شيرين أن هناك ثلاثة طرق لصرف الدم ومشتقاته للمرضى من بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية الأولى عبر استمارة يتقدم بها مريض المستشفيات الحكومية – القسم المجاني – فيصرف بها الدم المطلوب بأي كمية يحتاجها مجاناً، والثانية في حالة المريض الحاصل على قرار بالعلاج على نفقة الدولة حيث يصرف له أيضاً الدم المطلوب بالمجان، وأخيرا يتم بيع الدم للمستشفيات والعيادات الخاصة بسعر 110 جنية مصري للوحدة شاملة اختبارات التوافق.
وتؤكد د. شيرين أن هذا لا يعتبر بيع لدم المتبرعين ومتاجرة فيه – كما يعتقد البعض – فوحدة الدم التي تباع 110 جنية مصري تكلف الدولة أكثر من 500 جنية مصري ما بين تحاليل، ومواد كيميائية، وأجهزة ومعدات، وأطباء وفنيين، وحملات إعلانية... ولك أن تتخيل أن القربة الفارغة التي يجمع بها الدم يتراوح ثمنها من 35 إلى 200 جنيه مصري حسب نوعها.