يقول د.جيرستن: "ثمة دليل قاطع على أن استخدام التخيل يمكن بطريقة مثيرة أن يحسن نوعية الحياة، وفي بعض الحالات أن يطيل التوقعات العمرية ".. فمرضى السرطان، على سبيل المثال الذين استخدموا التخيل أثناء تلقيهم العلاج الكيميائى شعروا بأنهم صاروا أكثر استرخاء، وأكثر استعدادا للعلاج وأكثر إيجابية فيما يتعلق برعايتهم من أولئك الذين لم يستخدموا هذه التقنية، تبعا لما أكده باحثون في جامعة ولاية أوهايو في كولمبس.
وتوحي دراسات متعددة بأن التخيل يمكن أيضا أن يعزز جهازك المناعي. فقد وجد باحثون دانمركيون -على سبيل المثال- زيادة في نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية NK cells (natural killer cells ) في عشرة من الطلبة الجامعيين تخيلوا أن أجهزتهم المناعية تتجه لأن تصبح عالية الفاعلية.
والخلايا القاتلة الطبيعية تشكل جزءا "مهما" من جهاز المناعة؛ لأن بإمكانها أن تتعرف على الخلايا التي تعرضت للعدوى بالفيروسات وعلى الخلايا السرطانية وغير ذلك من الخلايا الغريبة.
كما افترض د.سيمونتون أن نشاط الجهاز المناعي يمكن تعزيزه بتصور رؤية خلايا دم بيض قوية وهي تهاجم خلايا سرطانية ضعيفة. وقد تتبع د.سيمونتون حالة 159 مريضا جميعهم يعانون سرطانا غير قابل للشفاء وقيل لهم جميعا إنهم لن يعيشوا أكثر من عام تقريبا، ولكن باستخدام العلاج التخيلي كجزء من علاجهم بقي 40% من أولئك المرضى على قيد الحياة لمدة 4 سنوات بعدها. و22% منهم دخلوا في مرحلة تراجع كامل للمرض. وفي نسبة 19% أخرى انكمشت الأورام فقط. وبصفة عامة فإن الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين استخدموا التخيل جنبا إلى جنب مع العلاج الطبي عاشوا فترة أطول -بمقدار الضعف- من الذين تلقوا رعاية طبية فحسب.
وفي دراسة صغيرة، وجد باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا في يونفرسيتى بارك وفي كلية الطب بجامعة Case Western Reserve كليفلاند أن سبعة أشخاص ممن كانوا يعانون قروحا أكالة متكررة في أفواههم (وهي الحالة المسماة بالقلاع الفمي) قد تمكنوا بصورة جوهرية من تقليل معدل اندلاع نوبات المرض بعد أن بدءوا في تصور أن قروحهم قد تغطت بطبقة شافية من خلايا الدم البيضاء.
والتخيل يمكن أن يساعد أيضا على تعديل دورات الحيض وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض. ففي دراسة أولية، وجد باحثون في مستشفى ماساشوستس العام في بوسطن أن 12 من بين 15 امرأة تتراوح أعمارهم بين 21 - 40 عاما واللاتي استخدمن أسلوب التخيل لمدة 3 أشهر قد تمكن من إطالة دورات حيضهن الشهرية بمقدار 4 أيام تقريبا في المتوسط وتخفيف المستويات المحسوسة من متاعب ما قبل الدورة بمقدار النصف كما صرحن أيضا بأن التقلبات المزاجية لديهن صارت أقل.
وأثبت باحثون من جامعة جنوب فلوريدا أن مجموعة من مرضى الالتهاب الشعبي المزمن وانتفاخ الرئة تحسنت حالتهم العامة عن طريق العلاج بالتصور الذي خفض معدلات التوتر والاكتئاب والشعور بالانهاك المفرط.
كما أثبت د. أنيس الشيخ أستاذ علم النفس الطبي بجامعة "ميلواوكي" أن العلاج بالتصور يمكن أن يخفض من ضغط الدم المرتفع ويبطئ من تسارع القلب ويكافح الأرق والسمنة والمخاوف المرضية.
ويبقى أن نؤكد أن هذه الطريقة العلاجية كغيرها من طرق الطب البديل لا يمكن تعميمها على جميع المرضى؛ إذ تناسب بعض المرضى ولا تناسب غيرهم، كما تختلف استجابة كل إنسان عن غيره؛ فليس من الممكن معالجة جميع الحالات المرضية بواسطة التصوير الذهني، ولكن يمكن أن يساعد التصوير الخلاق والاسترخاء في تعزيز خطة العلاج. أما إذا كان المرض سببه العقل فيمكن عندئذ توقع إمكانية تحقيق الشفاء بهذه الطرق الذهنية