ولتنفيذ هذه الفكرة بعد أن تبلورت في ذهن الدكتور أحمد كان لا بد من بعض الإجراءات، وبالفعل عرض الأمر على مسئولي المركز الذين أعجبتهم الفكرة وبدءوا في مساعدته، والبحث معا عن وسائل للتنفيذ، حتى تم الاتفاق على إنشاء صفحة خاصة بالدوري يدخل المتبرع عليها، ثم يسجل نفسه كمتبرع منتظم بالدم، ويختار النادي الذي يشجعه ويسجل وسيلة للاتصال به وعنوان محل إقامته، وبعد ذلك يتم الاتصال به للتبرع بالدم في فروع خدمات نقل الدم القومية المنتشرة بالجمهورية على حسب محل إقامته، ويكون ذلك في الغالب كل يوم خميس، وفي نهاية بطولة كأس الأمم يتم إقامة حفل يحضره نجوم الكرة، ويعلن فيه اسم النادي الذي تبرع مشجعوه بأكبر كمية ليتم تكريم رابطة مشجعي هذا النادي.
وحول مدى رواج هذه الفكرة حديثة التطبيق، يذكر الدكتور أحمد أن متوسط عدد زوار هذا الموقع في اليوم يصل إلى حوالي 35 ألفا، وقد زاد هذا العدد في يوم إجراء قرعة الكأس ليصل إلى 135 ألفا، ومن البديهي أن يزيد مع بدء البطولة وانطلاق المباريات، وسيتبع ذلك بالضرورة زيادة في عدد المتبرعين المنتظمين.. إضافة إلى أن هذا الموقع باعتباره موقعا رياضيا هو الأكثر ملاءمة لهدف الدوري القائم على الاستفادة من تنافس الجمهور في تشجيع الأندية وتحويله لتنافس في التبرع بالدم، كذلك فإن الموقع مغطى باللغات الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية وهو ما يعطي انتشارا لفكرتنا ليس على مستوى مصر فحسب، بل على مستوى القارة الإفريقية والشرق الأوسط، حيث اتصلت بنا المسئولة عن مراكز نقل الدم بجنوب أفريقيا وأعربت عن إعجابها بالفكرة وأعلنت عن نيتها في تنفيذها هناك.
كما كان لرواد الموقع ردود أفعال قام بعض القائمين على الموقع برصدها، حيث يرى الدكتور محمد حسني طبيب عيون وأحد مؤسسي موقع كأس الأمم الإفريقية أن التفاعل الجماهيري فاق توقعاتنا وقت توقيع بروتوكول إنشاء الموقع مع مسئولي المركز، فمعظم زوار الموقع لم ينسوا أن يتصفحوا صفحة الدوري، وأبدى 120 شخصا خلال الأسبوع الأول من انطلاق المشروع عن رغبتهم في التبرع بالدم، وبالفعل تم الاتصال بهم وتحديد أماكن وأوقات التبرع. ومن المنتظر أن يزيد هذا العدد بعد التكثيف الإعلامي الذي شهدته تلك الفكرة، فقد أعد برنامج "القاهرة اليوم" بقناة الأوربت حلقة خاصة عند تلك الفكرة، كما وضع موقع الداعية الإسلامي عمرو خالد على الإنترنت إعلانا عنها، هذا إلى جانب أن المركز يعمل حاليا على إعداد حملة إعلانية كبيرة تشمل مراكز نقل الدم بمحافظات الجمهورية من أجل نشر الفكرة.
اهتمام وجهد متواصلان
وعلى الرغم من التفاؤل الذي تعكسه الصورة السابقة فإن التساؤل القائم الآن هو عن كيفية ضمان المركز لجدية المتبرعين المشتركين بعد انتهاء الدوري؟.
تقول دكتورة ياسمين صالح المنسق الإعلامي بالمركز القومي لنقل الدم، إن هدف الدوري هو تكوين قاعدة من المتبرعين المنتظمين، ومن ثم فإن انتظام المتبرع معنا في التبرع يحتاج لجهد يبذله مسئولو المركز بحيث لا تنتهي العلاقة بين المركز والمتبرع عند قيامه بالتبرع وانتظار مرور فترة 3 شهور حتى أعاود الاتصال به للتبرع.
ولكن المركز يهتم بمتابعة حالة المتبرع بعد التبرع من خلال مشروع رعاية المتبرع، الذي يهدف في الأساس إلى إقامة علاقة طيبة مع المتبرعين، في محاولة لخلق إحساس لدى المتبرعين بأن تبرعهم هو جزء لا كل مما نريد، فنعمل على الاتصال بالمتبرع بعد يوم من تبرعه للاستفسار عن حالته الصحية، وما إذا كان التبرع سبب له أي أعراض جانبية، وتقييمه لأداء القائمين على التبرع من المركز وأسلوبهم في التعامل معه...
كما نخطط لإشراك المتبرعين معنا في جذب أعداد أخرى من المتبرعين، وذلك من خلال مشروع "شجرة الخير"، وتقوم فكرته على أن يكون كل متبرع مسئولا عن إقناع خمسة أشخاص بالتبرع كمتبرعين منتظمين، ويتولى كل واحد من هؤلاء الخمسة جذب خمسة آخرين، وهكذا إلى أن تصبح شجرة الخير متعددة الأفرع.. بهدف زيادة عدد الأفراد المسجلين بقاعدة البيانات الخاصة باستدعاء المتبرعين حتى يمكننا اللجوء إليهم في حالة وقوع أي طارئ.
النجاح.. شهود عيان
وحتى يمكننا الوقوف بشكل أكبر على مدى نجاح الفكرة اتصلنا بعدد من الأشخاص الذين سجلوا أسماءهم كمتبرعين منتظمين من خلال صفحة الدوري، وبالفعل فقد أجمع معظمهم على أن الشعار الذي اتخذه المركز للمشروع وهو (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) كان أكبر الأثر في تشجيعنا على المشاركة، حيث شعرنا وقتها بمدى تفاهة ما نقوم به عندما نتنافس فيما بيننا من أجل النادي الذي نشجعه، في الوقت الذي توجد فيه مجالات عديدة للتنافس في الخير ومنها مجال التبرع بالدم..
ونفس المعنى أكده خالد محمود (بكالوريوس تجارة)، وأضاف أن ذلك لا يمنع أن حبه لناديه كان من ضمن أهداف اتجاهه للمشاركة.. ويتفق حازم متولي (بكالوريوس اقتصاد) مع ما ذهب إليه خالد، ولكنه أكد أن فكرة هذا الدوري هذبت كثيرا من سلوكياته في تشجيع الكرة وبدأ يبتعد عن التعصب الأعمى، فكلما شعر أن سلوكياته بها ولو قدر من التعصب تذكر أن هناك آخرين لا يعنيهم من قريب أو بعيد أمر الكرة وكل همهم التنافس في الخير.. وتمنى عبد الله حامد أن تستمر تلك الفكرة وألا تكون مرتبطة بانتهاء كأس الأمم الأفريقية ويكون ذلك بالبحث عن موقع بديل يتبنى الفكرة ويحتضنها بعد انتهاء موقع كأس الأمم الإفريقية بانتهاء فعاليات