لابد من التأكيد على أن فيروس إنفلونزا الطيور حتى الآن لا ينتقل من إنسان لآخر. وإن ظهر عليك أية أعراض مرضية للإنفلونزا، فلك أن تعلم أن أعراض إنفلونزا الطيور مماثلة لأعراض الإنفلونزا العادية.
وقبل الشك في كونك مصابا بإنفلونزا الطيور لابد من طرح سؤال هام وهو: هل كنت مخالطا لطيور مصابة؟ أو تعاملت مع طيور مهاجرة مثلا بالصيد أو غيره؟ إن كانت الإجابة بنعم فلا بد من التوجه إلى أي مستشفى وسيتم أخذ عينة من سائل الأنف لتحليلها، والتأكد من الإصابة من عدمها.
********
- كنت طبيباً واكتشفت حالة إصابة بإنفلونزا الطيور!
كما ذكرنا أعراض إنفلونزا الطيور مماثلة لأعراض الإنفلونزا العادية من هزال وارتفاع درجة حرارة حتى 38 درجة وزكام وسعال وآلام في الجسم... إلخ.
والأهم من ذلك هو وجود تاريخ مرضي للمصاب يؤكد مخالطته المباشرة للطيور أو كونه جاء من بلد ظهر بها المرض وخالط الطيور بشكل مباشر هناك. فإن كانت الإجابات بالنفي فهذا ينفي احتمالية الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور.
أما إن كانت الإجابة بنعم، فهنا نحرص على عزل المريض خوفا من تحور الفيروس داخله –لا قدر الله- ونعني بالعزل هنا العزل في غرفة خاصة ذات ضغط جوي سلبي (يدخلها الهواء ولا يخرج منها) أو على الأقل غرفة ذات باب مغلق وستائر.
وبالنسبة للفريق الطبي لا بد من اتخاذ الاحتياطات القياسية الوقائية بالنسبة له بلبس الملابس الواقية وكذلك تقليل عدد أعضاء الفريق الصحي المتابع للحالة المصابة، وكذلك تقليل عدد الزائرين للمريض قدر الإمكان.
كذلك ينصح بألا يعالج الفريق الطبي عددا من المرضى الآخرين خلال تلك الفترة، حتى عزل الفيروس والتأكد من عدم تطوره ليصبح قادرا على الانتقال بين البشر.
********
- تحور الفيروس ليصبح قادرا على الانتقال بين بني البشر!
بالنسبة لتحور الفيروس وانتقاله من إنسان لإنسان فهي مرحلة في منتهى الصعوبة وتحتاج إلى عوامل كثيرة متداخلة من ضمنها أن يكون الإنسان مصابا أصلاً بإنفلونزا البشر العادية، وفي أعلى قمة منحنى الإصابة، ويعاني من حرارة شديدة ويخالط طيورا مصابة بإنفلونزا الطيور تكون هي أيضًا في قمة منحنى الإصابة بالفيروس.. في هذه الحالة فقط يمكن أن يتلاقى فيروس الإنفلونزا البشري مع فيروس إنفلونزا الطيور وينتج عنه فيروس جديد شديد الضراوة ينتقل من إنسان إلى إنسان، وفي هذه الحالة قد يحدث وباء قاتل يودي بحياة ملايين البشر.
ولكن هذه العملية في غاية التعقيد، ولا يمكن أن تحدث في فترة زمنية قصيرة، إنما هو احتمال قائم وتحاول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة وضع الإجراءات الوقائية؛ لمنع حدوث هذا الاحتمال بالتنسيق مع الدول التي تظهر بها إصابات بإنفلونزا الطيور.
********
- أصيبت الفصائل الحيوانية الأخرى بفيروس إنفلونزا الطيور!
إن الطيور البرية والطيور المهاجرة والطيور المائية مثل البط تعتبر مخزنا للفيروس بمعنى أنها تأخذ العدوى وتنقلها إلى الفصائل الحيوانية الأخرى دون ظهور أعراض مرضية.
على سبيل المثال: يمكن أن تنقل الطيور العدوى إلى الفصيلة الخيلية لكن الفصيلة الخيلية لا تنقل العدوى إلى الإنسان.
كذلك الطيور البرية يمكن أن تنقل العدوى إلى الثدييات المائية، ولكنها غير قادرة على نقل العدوى إلى الإنسان حتى بأكل لحومها.
أيضا الطيور البرية والمائية يمكن أن تنقل العدوى إلى الدجاج والدجاج قادر على نقل العدوى إلى الإنسان.
والطيور البرية والمائية قادرة على نقل العدوى للخنزير، والخنزير المصاب قادر على نقل العدوى للإنسان كما أنه يستطيع أن يأخذ العدوى من الإنسان.
وهذه تعتبر الخريطة الوبائية ومحورها الطيور البرية والمائية وعلاقتها بالفصائل الحيوانية المختلفة بما فيها الإنسان.