تحدثنا في مقال سابق عن فضل حفظ القرآن الكريم، وبعض المسائل المتعلقة بذلك، وفي مقالنا هذا نحاول التذكير والتركيز على بعض القواعد المهمة التي تساعد على حفظ القرآن، دافعنا لذلك أنه لا بد لأي عمل ناجح أن يعتمد التنظيم والتخطيط، وإن شئت قل: أن يقوم على منهجية وخطة واضحة؛ ليُثمر النتائج المرجوة. وانطلاقًا مما تقدم، نذكر القواعد التالية:
القاعدة الأولى: الإخلاص
والإخلاص مطلب أساس من مطالب أي عبادة، وهو أحد الركنين الأساسين اللذين تُقبل على أساسهما العبادة، قال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحد } (الكهف:110) فمن أراد أن يكرمه الله بحفظ كتابه فلا بد أن ينويَ بعمله هذا وجه الله، من غير أن يقصد من وراء ذلك أي مكسب مادي أو معنوي .
القاعدة الثانية: تصحيح النطق والقراءة
هذا الجانب هو الركن الثاني من ركني قبول العمل، وهو ركن صوابية العمل وموافقته للسنة، فمن أراد حفظ كتاب الله فعليه أن يتلقى القرآن عن أهله المتقنين له، ولا يكفيه أن يعتمد على نفسه فحسب، وذلك أن أهم خصائص القرآن الكريم أنه لا يُؤخذ إلا بالتلقي عن أهله، يرشد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه عن جبريل، والصحابة رضي الله عنهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا حتى وصل إلينا محفوظاً من كل تحريف وتبديل ونقص .
القاعدة الثالثة: تحديد نسبة الحفظ اليومي
الالتزام بهذه القاعدة من الأمور الميسِّرة لحفظ كتاب الله، فهي تقدم نوعًا من الالتزام اليومي لمن يريد الحفظ، فيخصص عدداً من الآيات لحفظها يوميًا، أو صفحة أو صفحتين. ونحن هنا ننصح بالتزام منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: ( خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ ) رواه البخاري ومسلم، وكما قالوا: قليل دائم خير من كثير منقطع