إن أعمال القرصنة ممتدة في عمق التاريخ من عصر الفينيقيين والرومان حتى عصرنا الحديث ولكن صوره مختلفة ومما يزيد من أهمية الحديث عن أعمال القرصنة التي تنشط هذه الأيام قبالة السواحل الصومالية .
أنه الذي يأتي مع بلوغ هذه الظاهرة الخطيرة ذروتها مستهدفة سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب بصورة غير مسبوقة تجاوزت حدود القرصنة التقليدية التي تطل بمخالبها بين حين وآخر في المحيط الباسيفيكي أو في محاذاة خلجان تايلند أو المناطق القريبة من جزر الفلبين والتي يتمحور فيها نشاط القراصنة هناك على مهاجمة القوارب الصغيرة وممارسة تجارة التهريب بكل أنواعه .
تأتي إسرائيل في مقدمة أعمال القرصنة الإنسانية ، إذن . . . من يقف وراء عمليات القرصنة ؟
المتابع للعمليات يلاحظ اللعبة التي تقوم بها إسرائيل في عمليات مدبرة ومحكمة فكيف تتم دون دعم استخباراتي وتكنولوجي متطور بإسرائيل بعد زرعت القتلة في الصومال ودعمت الجزء الانفصالي (بونت لاند) ثم أنها تريد أن تدول البحر الأحمر وتسيطر على ثرواته حتى تصبح قادرة على تهديد أكثر الدول العربية المطلة عليه وضرب الملاحة المصرية .
فإسرائيل التي لا تمتلك سوى بضعة أميال في إيلات على شاطئ البحر الأحمر بوابة تفتح على المحيط الهندي والخليج العربي من خلال القرصنة .
ثم ما الفرق بين ما يحدث في سواحل الصومال من أعمال قرصنة وما يحدث على شواطئ غزة من أعمال قرصنة إسرائيلية إذ أنها تمنع سفينة ليبية وأخرى قطرية وأيضا أوروبية محملة بالغذاء والدواء فقط وليسوا محملين بأسلحة وذخائر ولكنها القرصنة . . ؟
لقد أكد السفير الليبي في الأمم المتحدة أن ما يحدث من إسرائيل ما هي إلا أعمال قرصنة وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار .
كما دافعت وبقوة وجبروت وصلف سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة (جابريلا شاليف) أن إسرائيل لن تسمح لأي دولة عضو في هذا المجلس أو أي عضو آخر بالأمم المتحدة لشحنة منشأها دولة معادية بأن تصل إلى منطقة تستخدم كمنصة انطلاق لهجمات إرهابية ضد مدنييها . . . . فأين دور مصر الدولة الصديقة لإسرائيل ؟!
ثم صعدت إسرائيل من حصارها لغزة التي تضم 1.5 مليون فلسطيني يعتمدون على المساعدات الخارجية منذ 4 نوفمبر وسط تحذيرات لوكالات إغاثة دولية من تحول الأزمة إلى كارثة إنسانية فمتى يتحرك حكام وملوك وأمراء العرب حتى ينقذوا أهل فلسطين وغزة ، كما تبرع من قبل أمير عربي لإنقاذ فرد أمريكي بمليون دولار . . . . . . وحسبي الله ونعم الوكيل .
ولكن حكامنا يخافون للأسف ممن يجلس في البيت الأسود في واشنطن والذي أدوت سياسته في العالم بصفة عامة وفي العراق بصفة خاصة إلى الضرب عفوا (بالحذاء) فهذه هي سياسة أمريكا التي لا تستحق إلا الضرب بالنعال وهذه هي نهاية لكل طاغي ومتكبر ونحن مع الآية الكريمة التي تقول : [قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {آل عمران:26}